يشكل كتاب “فلسفة التديّن” مدخلاً لإخراج منظومة علم الكلام، كما يوضح المؤلف، من جهة الفقه والقيم من محدوديتها المعهودة وإعادة إنتاجها بما يتلاءم مع شمولية النصّ واحتياجات الواقع. فلا يعود علم الكلام محصوراً بالعقيدة التقليدية، بل يصار إلى إعادة إنتاجه في ثلاثية: العقائد (أصول الدين والإلهيات والوجوديات)، المعرفة (العلوم الإنسانية والوضعية)، الأديان (الأديان السماوية والفلسفات الروحية). كذلك، علم الفقه لا يبقى مقتصراً على الشأن الفردي التقليدي، بل يندرج إلى إعادة إنتاجه في ثلاثية: فقه الأفراد (العبادات والمعاملات)، وفقه الأمة (الدولة، الوطن، الجماعات، الأحزاب، المجتمعات)، وفقه الحقوق (التشريعات القضائية حقوق البشر، والحدود). وصولاً إلى مسألة القيم الدينية حيث لا تقف حدودها عند الشأن الأخلاقي المعهود، بل يصار إلى إعادة إنتاجها أيضاً من خلال ثلاثية: علم الأخلاق (الفعل)، وعلم المنطق (التفكير)، والفنون (الجمال).
كتاب فلسفة التدين ؛ الطريق إلى الله في عالم متحول
الكاتب حبيب فياض