لا تقتصر أهمية كتاب أوتو رانك رضة الولادة (1924) على موضوعه ومادته فحسب، بل تتعداها إلى أهميته في تاريخ حركة التحليل النفسي وعلاقة صاحبه بمؤسسها وإمامها الأكبر سيغموند فرويد.

أراد رانك لكتابه أن يكون محاولة تحليلية نفسية للإحاطة بتطور البشرية الكامل، وبصيرورة البشر بشراً، وذلك من خلال اعتباره رضة الولادة الأساس البيولوجي الجوهري لما هو نفسي ونواة اللاوعي، واستقصاء جميع مظاهرها الجسدية البحتة وما ينجم عنها وعن محاولات تجاوزها المتكررة من عواقب نفسية وثقافية هائلة على تطور البشرية بأكمله: في السواء والمرض، في الرمز والأسطورة، في الدين والفن والفلسفة، كما في المعرفة التحليلية النفسية وما تقدمه من علاج.

كان رانك من أقرب المقربين بين تلاميذ فرويد حتى انفصاله عنه ورحب فرويد بالكتاب في البداية وقَبِل أن يُهدى إليه، ثم تقلب بين تقريظه ونقده، في حين عارضه عدد من المحللين النفسيين الكبار أنني منذ البداية، واعتبروا أنه يتناقض ضمناً مع بعض أفكار فرويد الأساسية.

يبقى الكتاب في جميع الأحوال واحدا من أبرز الكتب في تاريخ علم النفس ويشتمل على تبصرات ثاقبة مبنية على أسس تاريخية وفلسفية وأنثروبولوجية وفنية وأدبية صلبة. وربما وجد فيه بعضهم كتاباً “نسويا” في إدراكه أهمية العلاقات الباكرة بين الأم والطفل وإعلائه من شأن منظورات المرأة.

كتاب رضة الولادة

الكاتب أوتو رانك

ترجمة ثائر ديب – مهيار ديب