تجمع الرحلة بين الإمتاع والإفادة، لأنها تسعى أن ترصد ما تراه ” عجيبًا ” و ” غريبًا “، وهي كذلك لأن الرحالة، أيًا كان تكوينه و أيًا كانت أذواقه وعقيدته وانتماءاته، وأيًا تباينت الحوافز في الرحلة، فإنه يتقمص شخصية القاص أو السارد. وللرحلة في تراثنا العربي الإسلامي وظائف شتى تقوم بها، وليست الرحلة، من حيث هي ” مصدر ” في معرفة الآخر أو الحديث عنه سوى إحدى تلك الوظائف، ومن ثم فنحن نجد أن للرحلة في الإسلام مظاهر متميزة قد لا نجد لها نظائر في غيرها من رحلات الأمم والشعوب الأخرى.
وقد عرفت الرحلة بداية تحول في موضوعها وفي وظيفتها معا منذ منتصف القرن التاسع عشر، ما جعلها – عند بعض الرحالين العرب المسلمن – تبتعد عن الصورة المعهودة فيها.
كتاب أوروبا في مرآة الرحلة ؛ صورة الآخر في أدب الرحلة المغربية المعاصرة
الكاتب سعيد بنسعيد العلوي