كيف جاء (نيتشه) الفيلسوف إلى حيز الوجود؟
إن (نيتشه) المعروف اليوم لم يتطور بشكل طبيعي من خلال النضج التدريجي لطابع فطري ما. وبدل ذلك، ومنذ نعومة أضفاره انهمك في صراع خجول ليسترشد بتوجيهه الخاص، وبالتالي صقل قدراته الانتقادية ورؤيته الذاتية والتي ظهرت جلية في كتبه وكنتيجة لذلك فإن أعماله المنشورة مشبعة بالقيم التي اكتشفها قبل وقت طويل من تحقيق نتائجها. وبالفعل، قد يقول المرء إن العمل الأاول الذي ألفه لم يكن كتاباً على الاطلاق ولكنه كان شخصيته الخاصة.
وبناء على دراسة متاحة سابقاً فقط باللغة الألمانية فإن الكتاب يتحرى طفولة (نيتشه) غير المستقرة، وعزمه على الترقي عبر صياغة ذاته، الأساليب التي اثرت بالتناوب وأعاقت بها بيئته جهوده لإيجاد طريقه الخاص وخصوصاً نظام التعليم البروسي ستكون هذه الدراسة أساسية لكل مهتم بــ (نيتشه).
كتاب تشكل فريديريك نيتشه ؛ السعي للهوية 1844 – 1869
الكاتب دانيال بلو
ترجمة محمد الفشتكي