سار الفكر الشيعي على هدي سيرة آل البيت، في رفض التعصب وقبول الآخر، والعمل على الحرية في الاعتقاد، وذلك من المبادئ العامة للإسلام الأربعة عشر.
من اللافت للنظر أن المذهب الشيعي الزيدي لم يكن المذهب الرئيس لدولة الأدارسة، فكان المذهب المالكي يوازي المذهب الزيدي في الوجود.
لم يفرض بنوبويه مذهبهم الزيدي أو يجعلوه المذهب الرسمي للبلاد التي حكموها، بل كانت المذاهب الإسلامية تتمتع بالحرية في إظهار أفكارها، لذلك كان الشيعة أقلية صغيرة بفارس، فهذا دليل على نهج الحرية المذهبية في الحكم الشيعي.
كانت سياسة الفاطميين مع المذاهب السنية مبنية على التسامح، وعدم الإكراه على ترك ما يعتقد به الناس.
السبب في عدم انتشار المذهب الشيعي بالمقارنة مع المذهب السني كونه يمثل أغلبية المسلمين الآن يعود لأمرين: الأول، عدم تبني الحكام له ، لأنه لا شرعية لهم في المعتقد الشيعي، فلا تنطبق عليهم شروط الحاكم الشرعي، والذي بدوره يكون ناقما عليهم بالقتل والتشريد والإقصاء، والثاني، أن الدول الشيعية التي حَكَمت لم يفرضوا مذهبهم على الناس، فلا إكراه في الدين والعقيدة، وذلك منهج القرآن والسنة النبوية وسيرة آل البيت.
توصلنا إلى نتيجة مهمة في مصير خزانة الكتب في بغداد، بعدم الدقة في النقل التاريخي؛ لأن المؤرخين المعاصرين للأحداث سكتوا عن هذا الموضوع. بل إن الطوسي حافظ عليها، وعين ثلاثة من كبار الأدباء والمؤرخين للإشراف عليها، بعد هجوم المغول على بغداد.
كتاب دور الشيعة في التعايش السلمي ؛ دراسة تاريخية من البداية إلى التاريخ المعاصر
الكاتب تحسين فاضل عباس