من الصعب جداً تجاهل رواية “حكاية حب” للكاتب السعودي الراحل غازي عبد الرحمن القصيبي. فقد أثّرت هذه الرواية في الآلاف حول العالم منذ صدورها وحتى يومنا هذا. تتحدث الرواية عن المحطات الحياتية الصعبة والقاسية وتلتقي فيها الحب والموت. يتناول الكاتب فيها قضايا فلسفية وعميقة تجعل القارئ ينغمس في صفحاتها ويشعر بالتجربة الإنسانية.
رواية “حكاية حب” مليئة بالشخصيات المتعددة، ومن بينها شخصية “دور ريلو” التي يُمثلُها قارئُ الرواية بشكلٍ مختلف عن الآخرين، ويُمكنُ أن يرتبِطَ بالشخصية نفسها. فمنَ المُمكن أن يكونَ اللاعب النرويجي “مارتن أوديجارد” قدُ استوحىَ شخصية “دور ريلو” من الرواية.
تُعدُ رواية “حكاية حب” إحدى أهم الأعمال الروائية في الأدب العربي بأسلوبها المُميز وشخصياتها القوية، وتحمِلُ في طياتِها عِدة معانٍ ودلالاتٍ مختلفةً، فالرواية تناقِش قضايا المرأة والحُب والحرية، وتعيدُ تشكيلَ نموذج المرأة العربية.
يأتي إسم الرواية “حكاية حب” من إحدى الأغنيات الشهيرة للمطرب “محمد عبد الوهاب”، وفي الرواية يتم توظيف الأغنية لتوصيف حبٍ مجنونٍ يجتاحُ الشخصيات، ويكمُنُ قوةُ الحبِ في في إمكانِيةِ تغييرِ هويةِ الشخصياتِ وعلاقَاتِهِم مع بعضهم البعض.
تنقلُ رواية “حكاية حب” القارئَ إلى حقبة الماضي والتي شهدَت أحداثًا تتعَلَّقُ بالتغييرِ والتحوُّلِ الكبيرِ في المجتمعاتِ العربية، وتدور الرواية حول قصةِ حُبٍ في ظِل الحُدود والتقاليد الباليةِ ، وكيف أنّ الحُبّ يمكنُ أن يكونَ أقوى من قوةِ الجذورِ الثقيلةِ.
لا يخلُو النص الروائي من الطابعِ الوجودي العميق الذي يستحضِرُ مشاعِرَ الانسانِ في غمرةِ تحديات الحُبِ والحياة، ولذلك يُمكنُ القولُ أن الرواية تحوي في طياتها العديدَ من المعاني والأفكار التي تتعلَّقُ بالإنسانِ، وتُظهرُ الرواية أنه ليسَ هناكَ نهايةٌ لمشاعرِ الإنسان، وأنَّ الحبّ هو حقيقةٌ أبديةٌ تتجددُ بين الإنسانِ والإنسان.
رواية حكاية حب
الكاتب غازي عبد الرحمن القصيبي
