إن الذين ارتدوا عن الإسلام، بعد موت الرسول، كانوا في أغلبهم ممن دخلوا الدين لأسباب تخصهم، أو دفاعًا عن مصالحهم، وتجارتهم أو رغبة منهم في احتلال مواقع متقدمة ضمن هذا النظام الجديد. فهؤلاء، أو أغلبهم، تداخلت عوامل عديدة في ارتدادهم، أو تراجعهم عن الإسلام، بعضها تفضحه المعطيات التاريخية، وبعضها لا تزال في حاجة إلى القراءة الفاحصة، المتأنية، فهم لم يؤمنوا بالدين الجديد ولا بأفكاره، بل آمنوا بالغنيمة، فكان إيمانهم غشا وسلوكا انتهازيا، سقط عند أول اختبار، علما أن القرآن، كان قد أشار إلى هؤلاء وغيرهم، بمعنى المنافقين.

هذا ماعلينا تأمله، ومراجعته، فنحن حين نفرض الفكر، أو الدين بالقوة وبالإكراه أو حد القتل، إنما نعمل على إضعاف هذا الفكر، وإضعاف الدين، لانه فكر دون عقل، ودين دون عقل، أي دون إيمان قوي ومتين.

كتاب آلهة تنوب عن الله

الكاتب صلاح بوسريف